اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 65
وأخرى يحمد كلام غيره، فما دام يبقى في الدنيا واحد
يذكره بقوّة العلم والنظر أو يظن أنه أحسن منه كلاماً وأقوى نظراً فلا بدّ أن
يحسده ويحب زوال النعم عنه وانصراف القلوب والوجوه عنه إليه، ولهذا قال ابن عباس :(خذوا
العلم حيث وجدتموه ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض فإنهم يتغايرون كما
تتغاير التيوس في الزريبة)
التكبر والترفع على الناس: وهو مما ينشئه اعتقاد
المحاور لغلبته وتفضله على مخالفه، قال الغزالي:(ولا ينفك المناظر عن التكبر على
الأقران والأمثال والترفع إلى فوق قدره حتى إنهم ليتقاتلون على مجلس من المجالس
يتنافسون فيه في الارتفاع والانخفاض والقرب من وسادة الصدر والبعد منها والتقدّم
في الدخول عند مضايق الطرق، وربما يتعلل الغبـي والمكار الخداع منهم بأنه يبغي
صيانة عز العلم، وأن المؤمن منهيٌّ عن الإذلال لنفسه، فيعبر عن التواضع الذي أثنى
الله عليه وسائر أنبـيائه بالذل، وعن التكبر الممقوت عند الله بعز الدين تحريفاً
للاسم وإضلالاً للخلق به)
الاستكبار عن الحق وكراهته والحرص على المماراة فيه:
حتى أن أبغض شيء إلى المناظر أن يظهر على لسان خصمه الحق، ومنهما ظهر تشمر لجحده
وإنكاره بأقصى جهده وبذل غاية إمكانه في المخادعة والمكر والحيلة لدفعه حتى تصير
المماراة فيه عادة طبـيعية، فلا يسمع كلاماً إلا وينبعث من طبعه داعية الاعتراض
عليه حتى يغلب ذلك على قلبه.
الرياء وملاحظة الخلق والجهد في استمالة قلوبهم وصرف
وجوههم: وهذا هو الداء العضال الذي يدعو إلى أكبر الكبائر، والمناظر لا يقصد إلا
الظهور عند الخلق وانطلاق ألسنتهم بالثناء عليه
التجسس وتتبع عورات الناس: والمناظر لا ينفك عن طلب
عثرات أقرانه وتتبع عورات خصومه حتى إنه ليخبر بورود مناظر إلى بلده، فيطلب من
يخبر بواطن أحواله
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 65