اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 64
درجات شتى ولا ينفك أعظمهم ديناً وأكثرهم عقلاً عن جمل
من مواد هذه الأخلاق وإنما غايته إخفاؤها ومجاهدة النفس بها)[1]
والغزالي يقيس هذه المنكرات الباطنة على الكبائر من
الفواحش الظاهرة يقول:(ونسبتها إلى الفواحش الباطنة من الكبر والعجب والحسد
والمنافسة وتزكية النفس وحب الجاه وغيرها كنسبة شرب الخمر إلى الفواحش الظاهرة من
الزنا والقذف والقتل والسرقة)
ويستدل على ذلك بعلة جامعة ينص عليها بقوله:(كما أن
الذي خير بـين الشرب وسائر الفواحش استصغر الشرب فأقدم عليه فدعاه ذلك إلى ارتكاب
بقية الفواحش في سكره، فكذلك من غلب عليه حب الإفحام والغلبة في المناظرة وطلب
الجاه والمباهاة دعاه ذلك إلى إضمار الخبائث كلها في النفس وهيج فيه جميع الأخلاق
المذمومة)
بل يذكر أن هذه الفواحش الباطنة مما يقع فيه المتماسكون
أما غيرهم، فيقع منهم (من الخصام المؤدي إلى الضرب واللكم واللطم وتمزيق الثياب
والأخذ باللحى وسب الوالدين وشتم الأستاذين والقذف الصريح)
وسنلخص هنا بعض ما ذكره الغزالي من الآفات النفسية لهذا
الحوار السلبي، الذي لم يتقيد بالآداب الشرعية للحوار[2]،
والتي نرى أنها تكاد تنطبق انطباقا تاما على ما يجري من أشكال الحوار في وسائل
الإعلام، وهي بالتالي تؤثر بطريق غير مباشر على أخلاقيات النشء المتابعين لتلك
المجالس:
[2]
وننبه هنا إلى أن الكلام الذي نورده هنا مرتبط أولا وقبل كل شيء بتربية الأولاد،
والمحاور لهم هنا هو ما ذكرنا من المؤسسات المسؤولة عن تربيتهم، وهي قد لا يخلوا
أصحابها مما ذكر الغزالي من الآفات.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 64