اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46
كثيرا من رسائله مؤسسة على أمثال متقنة غاية الإتقان.
ولا بأس أن نذكر هنا مثالا عن قيمة الصلاة[1]، نرى
أنه ببساطته يمكن لأي أب أن يلقنه لابنه، فترتسم الصورة في ذهنه ارتساما لا تمحوه
الأيام، يقول سعيد النورسي في مقدمة هذا المثل:(ان كنت تريد ان تعرف أهمية الصلاة
وقيمتها، وكم هو يسير نيلها وزهيد كسبها، وان من لا يقيمها ولا يؤدي حقها أبله
خاسر.. ان كنت تريد ان تعرف ذلك كله بيقين تام ـ كحاصل ضرب الاثنين في اثنين يساوي
أربعاً ـ فتأمل في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة)
ثم يذكر مثلا في صيغة قصة، فيذكر أن حاكما عظيما يُرسل اثنين
من خَدَمه الى مزرعته الجميلة، بعد أن يمنح كلاً منهما أربعاً وعشرين ليرة ذهبية،
ليتمكنا بها من الوصول الى المزرعة التي هي على بُعد شهرين.. ويأمرهما بأن ينفقا
من هذا المبلغ لمصاريف التذاكر ومتطلبات السفر، ويقتنيا ما يلزمهما هناك من لوزام
السكن والاقامة.. هناك محطة للمسافرين على بُعد يوم واحد، توجد فيها جميع انواع
وسائط النقل من سيارة وطائرة وسفينة وقطار.. ولكلٍ ثمنه.
ويخرج الخادمان بعد تسلمهما الأوامر.. كان أحدهما
سعيداً محظوظاً، اذ صرف شيئاً يسيراً مما لديه لحين وصوله المحطة، صرفه في تجارة
رابحة يرضى بها سيدُه، فارتفع رأس ماله من الواحد الى الالف.
أما الخادم الآخر، فلسوء حظه وسفاهته صرف ثلاثاً وعشرين
مما عنده من الليرات الذهبية في اللّهو والقمار، فأضاعها كلها إلا ليرة واحدة منها
لحين بلوغه المحطة، فخاطبه صاحبه قائلا: يا هذا.. اشتر بهذه الليرة الباقية لديك
تذكرة سفر، فلا
[1]
انظر هذا المثل في « الكلمة الرابعة » من « الكلمات » من « رسائل النور ».
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 46