responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45

الهدي وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة. فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم لأبد؟ فشبك رسول الله a أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: دخلت العمرة في الحج (مرتين)، لا بل لأبد أبد)[1]

والأمثلة على مثل هذا في السنة كثيرة، لا يمكن إحصاؤها هنا، وما ذكرنا من الأمثلة من النصوص لا نريد بها اقتصار المربي على الاستفادة منها، بل ذكرناها لنبين قيمة ضرب الأمثال في التربية، وإلا فإن التراث الإسلامي ثري بالأمثال الكثيرة التي يمكن الاستفادة منها في هذا المجال، أو على تكوين ملكة لضرب الأمثال النافعة.

ومن ذلك قول الإمام أحمد لبعض أصحابه:(كم يعيش أحدنا: خمسين سنة ؟ ستين سنة ؟ كأنك بنا قد متنا، ما شبهت الشباب إلا بشيء كان في كمي فسقط)

ومن ذلك ما روي وعن يعلى بن عبيد قال: سمعت سفيان الثوري يقول:(لو كان معكم من يرفع الحديث إلى السلطان أكنتم تتكلمون بشيء ؟ قلنا: لا، قال: فإن معكم من يرفع الحديث... يعني إلى الله)

ومن ذلك ما روي أن عبد الواحد بن زيد قال للحسن البصري:(يا أبا سعيد ! أخبرني عن رجل لم يشهد فتنة ابن المهلب بن أبي صفرة، إلا أنه عاون بلسانه ورضي بقلبه)، فقال الحسن: يا ابن أخي ! كم يد عقرت الناقة ؟ قلت: واحدة، قال: أليس قد هلك القوم جميعاً برضاهم وتمالئهم ؟)

وغيرها من الأمثال التي رويت عن السلف، وإذا رجعنا إلى عصرنا، فإن أثرى الكتابات التي اهتمت بهذا الجانب، والتي نرى الإمكانية الكبيرة لاستفادة المربي منها هي كتابات بديع الزمان النوسي، فقل أن تحلو رسالة من رسائله من مثل يضرب، بل إن


[1] رواه مسلم: 2/888.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 45
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست