responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35

على الإبداع الحر، وعلى الخيال)

بل إنه يرى في استخدام الخرافة في أدب الأطفال مسألة صحية، فيقول:(يتَّصل اهتمام الطفل بالقصص الخرافية بحاجته إلى إعطاء شكل درامي للمشاكل التي تعترضه، ولإبداعات خياله فالعديد من عناصر الفلكلور (الفن الشعبي) ومن القصص الخرافية بما في ذلك المشاهد العنيفة، تتطابق مع عالم الطفل الباطني، ويمكن لهذا الأخير أن يتقمص بسهولة مختلف مظاهر الحكاية)

وهي من جهة أخرى قصة واقعية، تصور واقعا معينا حدث بالفعل، وهو ما يتفق مع ما ذكرناه من ضوابط الموعظة من اعتماد الصدق والصحة والتوثيق، لأن في الصدق ما يغني عن الكذب، وفي الصحيح ما يغني عن المختلق.

وهي من جهة أخرى تنشئ في نفس المتلقي ـ مهما كان عمره ـ معاني كثيرة قد لا يتيح الكلام المجرد ترسيخها ولا تثبيتها في النفس، ولا حاجة لتفصيل معانيها، لأن الطبع السليم وحده كفيل باستخراج الكثير من كنوز هذا الحديث.

ولعل أهم شيء فيها مما له علاقة بالتربية هو تلقين المربى استهانة الصالحين بأنفسهم في ذات الله، بحيث يضحون بكل شيء من أجل مرضاة الله ونصرة دينه.

وهذا ما ينشئ في نفس المتربي هذا الحب الذي يربطه بالله، كما تعمد الدول لغرس حب الأوطان في قلوب أفرادها في المبالغة في ذكر تضحيات شهدائها.

بعد هذا، فإن استعمال هذا المصدر الثري من مصادر الوعظ قد داخله من الانحراف في الواقع الشيء الكثير، وقد حصل ذلك منذ العصور الأولى، قال الغزالي عند ذكره لتحريف الناس لمعنى التذكير:(فنقل ذلك إلى ما ترى أكثر الوعاظ في هذا الزمان يواظبون عليه وهو القصص والأشعار والشطح والطامات، أما القصص فهي بدعة، وقد ورد نهي السلف عن الجلوس إلى القصاص وقالوا: لم يكن ذلك في زمن

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست