اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 228
استخدم بكثرة... فالحزم مطلوب في المواقف التي تتطلب
ذلك،.. أما العنف والصرامة فيزيدان تعقيد المشكلة وتفاقمها ؛ حيث ينفعل المربي
فيفقد صوابه وينسى الحِلْم وسعة الصدر فينهال على الطفل معنفا وشاتما له بأقبح
وأقسى الألفاظ، وقد يزداد الأمر سوءاً إذا قرن العنف والصرامة بالضرب.
وهذا ما يحدث في حالة العقاب الانفعالي للطفل الذي
يُفِقْدُ الطفل الشعور بالأمان والثقة بالنفس كما أن الصرامة والشدة تجعل الطفل
يخاف ويحترم المربي في وقت حدوث المشكلة فقط، وهو خوف مؤقت، ولكنها لا تمنعه من
تكرار السلوك مستقبلا.
وقد يعلل الكبار قسوتهم على أطفالهم بأنهم يحاولون
دفعهم إلى المثالية في السلوك والمعاملة والدراسة.. ولكن هذه القسوة قد تأتي برد
فعل عكسي فيكره الطفل الدراسة أو يمتنع عن تحمل المسؤوليات أو يصاب بنوع من
البلادة، كما أنه سيمتص قسوة انفعالات عصبية الكبار فيختزنها ثم تبدأ آثارها تظهر
عليه مستقبلاً من خلال أعراض (العصاب)الذي ينتج عن صراع انفعالي داخل الطفل..
وقد يؤدي هذا الصراع إلى الكبت والتصرف المخل
والعدوانية تجاه الآخرين أو انفجارات الغضب الحادة التي قد تحدث لأسباب ظاهرها
تافه.
الضرورة القصوى:
لأن الضرب كالكي آخر علاج يمكن استعماله، فلذلك تصبح
المبالغة فيه غير مجدية، بل قد تولد في الولد إصرارا على تصرفاته، خاصة إن كان
القصد من العقاب التشفي، لأن ذلك قد يجعل الولد يشعر (بالارتياح الداخلي، لأنه وهو
الصغير استطاع أن يثير أولئك الكبار ويزعجهم.. وعندئذ تكون الخسارة مزدوجة العقوبة
أدت غرضها في الإصلاح، وزاد في نفس الطفل انحراف جديد هو تحقيق الذات عن طريق غير
سوي)
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 228