اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 229
ولهذا كان من سنة رسول الله a عدم
استعمال هذه الوسيلة مطلقا، قالت عائشة: (ما ضرب رسول الله a أحداً
قط بيده ولا أمره، ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله)[1]، وعن
أنس قال: خدمت رسول الله a عشر سنين، فما
قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته، ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلت كذا)[2]، قال a:(إن
الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه)[3]
ونحب أن نبين أن المربي إذا عرف كيف يتعامل مع من
يربيه، فلن يحتاج إلى استعمال هذه الوسيلة مطلقا، وسنضرب مثالا على ذلك بالمعلم
الذي هو أحد المسؤولين شرعا عن تربية الولد[4]:
فإن بعض المعلمين قد يجعلون الضرب وسيلتهم الوحيدة في
كثير من الأحيان لتصحيح ما يقع من تلاميذهم من أخطاء، بل قد يبالغون في ذلك إلى أن
يصيبوا تلاميذهم بعاهات نفسية أو جسمية مستديمة، حتى منعت كثير من الدول استعمال
هذه الوسيلة في المؤسسات التربوية.
فالأخطاء التي يقع فيها التلاميذ لا تخرج غالبا عن أن
تكون من أحد النوعين التاليين:
أخطاء تتعلق بالدرس والتحصيل.
[1]
رواه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وقريب منه في: أبي داود.
[2]
رواه عبد الرزاق، وقصته كما في ابن عساكر: قدم رسول الله a المدينة وأنا يومئذ ابن ثمان سنين
فذهبت بي أمي إليه فقالت: يا رسول الله! إن رجال الأنصار ونساءهم قد أتحفوك غيري،
وإني لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا فتقبله مني يخدمك ما بدا لك! فخدمت رسول
الله a عشر سنين لم يضربني قط ولم
يسبني ولم يعبس في وجهي.