اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 210
وأما في قصده، فمثل أن يقول هذا الكلام حق ولكن ليس
قصدك منه الحق، وإنما أنت فيه صاحب غرض، وما يجري مجراه.
وقد ذكر الغزالي الباعث النفسي على هذا، فقال:(وأما
الباعث على هذا فهو الترفع بإظهار العلم والفضل، والتهجم على الغير بإظهار نقصه.
وهما شهوتان باطنتان للنفس قويتان لها)[1]
أما الأولى فهي من قبـيل تزكية النفس وهي من مقتضى ما
في العبد من طغيان دعوى العلو والكبرياء وهي من صفات الربوبـية.
وأما الثانية، وهي تنقيص الآخر فهو من مقتضى طبع
السبعية فإنه يقتضي أن يمزق غيره ويقصمه ويصدمه ويؤذيه.
التشهير:
وهو نشر عيوب المخطئ وإذاعتها بين الناس، وهي نوع من
أنواع الانتقام للنفس في أغلب الأحيان، وهي من الناحية التربوية لا تؤثر فقط في
فساد المتربي، بل تزيد إليه فساد المجتمع.
فقد أخبر الله تعالى عن آثار نشر حديث الإفك، فقال تعالى:﴿ إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا
تَعْلَمُونَ﴾ (النور:19)
فهؤلاء الذين قاموا بنشر حديث الإفك يقومون بطريق غير
مباشر بإشاعة الفاحشة في المجتمع، ولذلك توعدهم الله بالعذاب الأليم في الدنيا
والآخرة، يقول سيد قطب:(والذين يرمون المحصنات - وبخاصة أولئك الذين تجرأوا على
رمي بيت النبوة