اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 209
النهي عن الضحك من الضرطة يسمعها من غيره، بل ينبغي أن
يتغافل عنها ويستمر على حديثه واشتغاله بما كان فيه من غير التفات ولا غيره، ويظهر
أنه لم يسمع.
وقد يكون لقبا جارحا يؤذي الملقب به، كما قال تعالى:﴿ وَلا
تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْأِيمَانِ وَمَنْ
لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (الحجرات:11)
ويكون أشياء كثيرة غير ذلك، قال الغزالي:(وذلك تارة بأن
يضحك على كلامه إذا تخبط فيه ولم ينتظم، أو على أفعاله إذا كانت مشوشة كالضحك على
خطه وعلى صنعته، أو على صورته وخلقته إذا كان قصيراً أو ناقصاً لعيب من العيوب.
فالضحك من جميع ذلك داخل في السخرية للنهي عنها)[1]
المبالغة في اللوم والنقد:
فهو يحطم الشخصية، فلا يستطيع أن يقدم المربى أي مبادرة
خشية أن تلقى إليه سهام اللوم من كل صوب.
واللوم والنقد هو الطعن في كلام الغير أو تصرفاته بإظهار
خلل فيه، قد يكون صحيحا، فيجب النقد واللوم بآدابه الشرعية، وقد لا يكون صحيحا أو
مهما، فتعتبر المبالغة في الإنكار من الإيذاء المحرم.
ومن مظاهر المبالغة في اللوم والنقد في الكلام ـ كما
يذكر الغزالي ـ الطعن في كلام الغير إما في لفظه بإظهار خلل فيه من جهة النحو أو
من جهة اللغة أو من جهة العربـية أو من جهة النظم والترتيب بسوء تقديم أو تأخير.
وذلك يكون تارة من قصور المعرفة وتارة يكون بطغيان اللسان. وكيفما كان فلا وجه
لإظهار خلله.
وأما في المعنى: فبأن يقول ليس كما تقول؛ وقد أخطأت فيه
من وجه كذا وكذا.