ومن عواقبه الخطيرة ارتداد اللعنة على صاحبها إن لم يكن
الملعون أهلا لها، قال a:(إذا خرجت اللعنة
من في صاحبها نظرت فإن وجدت مسلكا في الذي وجهت إليه، والإ عادت إلى الذي خرجت منه)[2]، وقال
a:(إن العبد إذا لعن شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق
أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا
وشمالا، فإذا لم تجد مساغا رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا وإلا رجعت إلى
قائلها)[3]
وهذه العقوبة الأخيرة مما قد يتهاون في شأنها، فيلعن
اللاعن، وهو مطمئن إلى أنها لن تحل على غير من لعنه، ناسيا أن الله قد يرحم عبده
أو يتوب عليه في أي لحظة، فلا يصبح أهلا للعنة الله، ولهذا قيد تعالى لعنة
الكافرين بموتهم على كفرهم، فقال تعالى:﴿ إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ
اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ﴾ (البقرة:161)
يقول الغزالي في بيان خطورة اللعن من هذه الجهة:(إن في
اللعنة خطراً لأنه حكم على الله عز وجل بأنه قد أبعد الملعون وذلك غيب لا يطلع
عليه غير الله تعالى، ويطلع عليه رسول الله a إذا
أطلعه الله عليه)[4]
ومن عقوبات اللعن، أو هو من مقتضياتها الابتعاد عمن
لعن، فكيف يتأتى أن يلعنه ثم يظل مصاحبا له، وقد ورد في هذا عن عمران بن حصين أن
امرأة لعنت ناقة لها، فقال