اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 180
أطلقه رسول الله a في
بعض الغزوات تشجيع للمقاتلين بحافز مادي هو أن كل من قتل قتيلا يستطيع تملك ما معه
من غير أن يحسب ذلك من نصيبه في الغنائم.
ويشير إليه كذلك الأحاديث الداعية إلى مكافأة المحسن،
فمن مكافأته ما يعطى من الجوائز والهدايا تشجيعا له على إحسانه، ومن ذلك قوله a:(من
أتى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا فادعوا له)[1]
وقد قدر السلف أهمية ترغيب الأبناء وثوابهم عند حسن
استجابتهم ومن ذلك ما رواه النضر بن الحارث قال: سمعت إبراهيم بن أدهم يقول، قال
لي أبي:(يا بني اطلب الحديث، فكلما سمعت حديثاً وحفظته فلك درهم)، فطلبت الحديث على
هذا.
وسر هذا أن في طبيعة الإنسان ـ وفي طبيعة الطفل خاصة ـ
الرغبة في الشعور بقبول غيره له، فلذلك كان كل تعبير دال على القبول نوعا من
الحوافز المشجعة، فلذلك لا ينظر الطفل أو عموم الناس إلى قيمة الجوائز المادية
بقدر نظرهم إلى سببها الدافع لها.
بل إن هذا الأسلوب لا يمارس على مستوى الإنسان فقط، فهو
فطرة بهيمية قبل أن تكون فطرة إنسانية، ولذلك يعمد محترفو السيرك عند ترويض بعض
الحيوانات الضخمة أو الشرسة وتدريبها على القيام بأعمال تدعو للدهشة والاستغراب إلى
أن يطلبوا من هذا الحيوان عملاً معيناً، فإذا حقق منه نسبة نجاح معينة أعطوه قطعة
لحم، وربتوا على جسمه دلالة على رضاهم عنه، ثم يكررون العملية عدة مرات مع قطع لحم
أخرى أيضاً، وتزداد نسبة النجاح شيئاً فشيئاً حتى يتوصلوا للمقصود.
ويحترز في هذا الصنف من أنواع الجزاء ـ زيادة على ما
ذكرنا سابقا ـ من تربية