اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 176
وفرح هؤلاء كما يشير الحديث ليس بالثناء، وإنما بكون
ذلك علامة على محبة الله وقبوله، كما ورد في الحديث القدسي:(إن الله تعالى إذا أحب
عبدا دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء
فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض.
وإذا أبغض عبدا دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلانا فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي
في أهل السماء: إن الله تعالى يبغض فلانا فأبغضوه، فيبغضونه، ثم توضع له البغضاء
في الأرض)[1]
فقد أخبر a أن حب الخلق
وقبولهم للعبد المؤمن ناتج عن حب الله، وحب الملائكة ـ عليهم السلام ـ
ونحب أن ننبه هنا إلى أن القبول المشار إليه في الحديث هو
القبول عند عباد الله الصالحين لا عند الفسقة الفجرة.
وقد ذكر الفخر الرازي من الأدلة العقلية ما يقوي هذا
المعنى، فقال:(واعلم أن المباحث العقلية تقوي هذا المعنى، وذلك أن الكمال محبوب
لذاته لا لغيره، وكل من اتصف بصفة من صفات الكمال، صار محبوباً لكل أحد، ولا كمال
للعبد أعلى وأشرف من كونه مستغرق القلب بمعرفة الله، مستغرق اللسان بذكر الله،
مستغرق الجوارح والأعضاء بعبودية الله، فإذا ظهر عليه أمر من هذا الباب، صارت
الألسنة جارية بمدحه، والقلوب مجبولة على حبه، وكلما كانت هذه الصفات الشريفة
أكثر، كانت هذه المحبة أقوى)
وذكر وجها آخر له قيمته في حب المؤمن للثناء مع عدم
تأثير ذلك ـ في نفس الوقت ـ في إخلاصه، فقال:(وأيضاً فنور معرفة الله مخدوم
بالذات، ففي أي قلب حضر