اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 175
ويتعلق بالممدوح، فإن المدح قد يكون صادقا غير مبالغ
فيه، ومع ذلك يكون فتنة للممدوح، فيحرم بهذا السبب.
وذلك لاختلاف الناس في التعامل مع المدح، ويمكن تقسيم
مواقفهم في ذلك إلى ثلاثة أصناف:
من لا ينتفع به ولا يتضرر: وهو لا يلتفت إليه أصلا،
اكتفاء بما عنده من الهمة، وبصدق إخلاصه، وبمعرفته لنفسه، وفي هؤلاء قال سفيان بن
عيـينة :(لا يضر المدح من عرف نفسه)
ولهذا يتبرأ الصالحون مما يقوله مادحوهم، وقد أثني على
رجل من الصالحين فقال:(اللهم إنّ هؤلاء لا يعرفوني وأنت تعرفني)
ولما أثني على علي قال:(اللهم اغفر لي ما لا يعلمون ولا
تؤاخذني بما يقولون واجعلني خيراً مما يظنون)
من ينفعه المدح: وهو من يلتفت إليه، فيكون حافزا له إلى
الخير، وإلى هؤلاء الإشارة بقوله تعالى:﴿ لَهُمُ
الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ
اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (يونس:64)
فمن الأقوال في تفسير البشارة الحاصلة في الدنيا أنها عبارة
عن محبة الناس له وعن ذكرهم إياه بالثناء الحسن.
وقد ورد من الحديث المؤيد لهذا عن أبي ذر أنه قال:(يا
رسول اللّه، الرجل يعمل العمل ويحمده الناس عليه ويثنون عليه به)، فقال رسول اللّه
a:(تلك عاجل بشرى المؤمن)[1]