اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174
كما فعلت، فأثنوا عليه خيرا.فرجع المسلمون إلى النبي a وأخبروه
بذلك، فنزلت هذه الآية[1].
ولهذا لما أثنى رجل على علي في وجهه، وكان قد بلغه أنه
يقع فيه، فقال: أنا دون ما قلت، وفوق ما في نفسك.
التوسط:
وهو يكاد يرجع إلى ما قبله، لأن المبالغة والإفراط في
المدح نوع من الكذب، ولهذا نهى a أن يبالغ في مدحه
بما قد يخرج إلى الانحراف والضلال كما حصل مع المبالغين في مدح المسيح u إلى
أن زعموا له ما زعموا، قال a:(لا تطروني كما
أطرت النصارى ابن مريم. فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله)[2]
بل روي ما هو أدنى من ذلك، فعن مُطرِّف قال: قال أبي:
انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله a فقلنا: أنت
سيدنا، فقال: السيد: الله تبارك وتعالى. قلنا: وأفضلنا فضلاً وأعظمنا طَوْلاً،
فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان)[3]
وقد كان المادحون له بهذا بعض من الأعراب كانوا حديثي
عهد بالإسلام، فكره لهم a المبالغة في
مدحه، خشية أن يستعملهم الشيطان فيما يريد من التعظيم للمخلوق بمقدار لا يجوز.
وهذا كله زيادة على أن المبالغة في المدح تذهب من قيمته
وصدقه، بل تعتبر في الحقيقة نوعا من الهجاء للمدوح، لأن من مدح بما ليس فيه ذم بما
فيه.