responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171

وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً﴾ (مريم:56)

وقد يجمع الله تعالى ألقابا مختلفة في محل واحد، كقوله تعالى:﴿ التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة:112)

وهكذا يمتلئ القرآن الكريم ثناء عطرا على الصالحين من عباد الله ليكون نماذج سلوكية يحتذى بها.

ولهذا كان a لا يستنكر المدح ما دام يركز على المعاني الصحيحة التي أقرتها الشريعة أو دعت إليها.

بل إنه a قيلت فيه المدائح الكثيرة شعرا وخطابة ومخاطبة، ولم يستنكر من ذلك شيئا إلا إذا كان بعيدا عن الحق، أو لم يتقيد بقيود المدح التي سنذكرها.

ومن ذلك ما مدحه عبد الله بن رواحة قائلاً:

إني تفرست في الخير أعرفه والله يعلم أن ما خانني البصر

أنت النبي ومن يُحرَم شفاعته يوم الحساب فقد أزرى به القدر

فثبّتَ الله ما آتاك من حَسَنٍ تثبيت موسى ونصراً كالذي نصروا

فقال له النبي a:(وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة)

ومدحه كعب بن زهير في قصيدته المشهورة عندما جاء تائباً مسلماً:

إن الرسول لنور يُستضاء به مهندٌ من سيف الله مسلول

في فتيةٍ من قريشٍ قال قائلهم ببطنِ مكةَ لما أسلموا: زولوا

ولكن المدح كغيره من الأساليب يحتاج إلى ضوابط تمنع انحرافه عن هدفه الشرعي الصحيح، ولهذا وردت بعض النصوص بالنهي عنه، بل اعتبره الغزالي من آفات اللسان، وقد ذكر النووي وجه الجمع بين النصوص الدالة على النهي، وما يدل منها على

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 171
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست