اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 160
قال: فقلت: جزاك الله خيرا يا رسول الله! قال: وأنتم
فجزاكم الله خيرا! فإنكم ما علمتكم أعفة صبر)[1]
ففي هذا الحديث نلاحظ مقابلة الشكر بالشكر، والدعاء
بالدعاء، وهو أدب رفيع، ومثله ما روي عن جابر قال: دخلت على رسول الله r ذات
يوم فقال:(مرحبا يا جويبر جزاكم الله يا معشر الأنصار خيرا، آويتموني إذ طردني
الناس، ونصرتموني إذ خذلني الناس، فجزاكم الله معشر الأنصار خيرا)، فقلت:(بل جزاك
الله عنا خيرا، بك هدانا الله إلى الإسلام، وأنقذنا من شفا حفرة من النار، وبك
نرجو الدرجات العلى من الجنة)[2]
وقد روي مثله عن عائشة، قالتْ: أَهديتُ لرسول اللّه r شاةٌ
قال:(اقْسِمِيها)، فكانت عائشةُ إذا رجعتِ الخادمُ تقولُ: ما قالُوا؟ تقولُ
الخادمُ: قالوا: باركَ اللّه فيكم، فتقول عائشة:(وفيهم بارك اللّه، نردُّ عليهم
مثلَ ما قالوا، ويَبقى أجرُنا لنا)[3]
وقد أخبر r أن مقابلة
المعروف بالدعاء من أعظم الجزاء على المعروف، ومن أفضل ما يقابل به الإحسان، قال r:(من
صنع إليه معروف، فقال لفاعله جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)[4] وفي
رواية:(من أسدى إليه بمعروف فقال للذي أسداه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء)
وقد روي عن عبد اللّه بن أبي ربيعة قال: استقرضَ
النبيُّ r منِّيَ أربعين ألفاً، فجاءَه مال فدفعَه
إليَّ وقال:(بارَكَ اللَّهُ لَكَ في أهْلِكَ ومَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ
الحَمْدُ والأداءُ)[5]