اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 158
وقد قال بعض الأعراب للنبي a:(والله
إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، وإنما أقول: اللهم إني أسألك الجنة، وأعوذ بك
من النار)؛ فقال a:(حولها ندندن)[1]، فإذا
كان الرسول a يدندن بدعائه حول الجنة، فهل يتصور عقلاً
وجود من هو أكمل منه a، فيستعيذ بالله منها.
والقيمة التربوية لهذا الضابط عظيمة، فالإخلاص هو منطلق
كل خير، وبقدر إسلام الوجه لله، واجتماع القلب على الله تتحقق الربانية، ويتحقق
القرب.
2 ـ الدعاء
ويشير إلى هذا النوع من الجزاء من القرآن الكريم قوله تعالى:
﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا
وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾
(التوبة:103)
فالله تعالى يدعو في هذه الآية رسول الله r أن
يقابل صدقات أصحابه بالدعاء لهم، ويخبر بما يحققه دعاؤه لهم من سكينة نفسية
وطمأنينة وراحة تجعلهم يقبلون على العمل الصالح بشوق ورضا.
ولهذا كان r يطبق هذا الهدي
في الزكاة وغيرها:
أما في الزكاة والصدقات، والتي هي المحل الذي ذكر في
الآية، فقد كان من هديه r كان إذا أتى
بصدقة قوم صلى عليهم، فأتاه أبو أوفى بصدقته، فقال:(اللهم صل على آل أبي أوفى)[2]
وأما في غيرها فقد كان r يقابل
كل ما يقدم له من خير بالدعاء لأصحابه، مهما كان صغيرا، قال ابن عباس : كنت في
بيت ميمونة فوضعت لرسول الله r طهوره،
[1]
رواه أبو داود (792 و793)وابن ماجة (910)وأحمد (3/474 و5/74).