اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134
كان محمد قد قتل فقد بلَّغ، فقاتلوا عن دينكم)
ولما انهزم الناس في أحد لم ينهزم أنس بن النضر ، وقد
انتهى إلى عمر وطلحة بن عبيد الله في رجال من المهاجرين والأنصار قد ألقوا
بأيديهم، فقال: ما يجلسكم؟ فقالوا: قتل رسول الله a، فقال:(ما
تصنعون بالحياة بعده ؟ فقوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله a)، ثم
استقبل المشركين، ولقي سعد بن معاذ فقال:(يا سعد، واهاً لريح الجنة إني أجدها من
دون أحد، فقاتل حتى قتل)، ووُجِد به بضع وسبعون ضربة، ولم تعرفه إلا أخته ببنانه.
ولهذا كان a في النصوص
الكثيرة يذكرهم بأنه سيفارقهم، وأنه سيموت، فلذلك كان يوصيهم بملازمة المبدأ، عن
العرباض بن سارية قال: وعَظنا رسول الله a موعظة
وَجِلَتْ منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله، كأنها موعظة مودع،
فأوصنا ! قال:(أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمَّر عليكم عبدٌ، وإنَّه
من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً ؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين عضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور ؛ فإنَّ كل بدعة ضلالة)[1]
والمبدأ هنا هو سنته a التي
هي المبادئ التي جاء بها وعاش لأجلها وارتبطوا به بسببها.
وعن عبد الله بن عمرو قال: خرج علينا رسول الله a يوماً
كالمودع، فقال:(أنا محمد النبي الأمي ـ قال ذلك ثلاث مرات ـ ولا نبي بعدي ؛ أوتيت
فواتح الكلم وخواتمه وجوامعه، وعلمت كم خزنة النار وحملة العرش، وتُجُوِّز بي،
وعوفيت وعوفيت أمتي ؛ فاسمعوا وأطيعوا ما دمت فيكم ؛ فإذا ذُهِبَ بي فعليكم بكتاب
الله أحلوا حلاله وحرموا
[1]
رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 134