اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 132
وقد كانت مشاركة a
للصحابة أكبر حافز لهم على تلك التضحيات التي قدموها، وقد كانوا يقولون عندما يرون
جهد الرسول a:
لئن قعدنا والنبي
يعمل لذاك منا العمل المضلل
وهذه المشاركات كانت فرصة عظيمة له a
لتربية أصحابه وتوجيههم بالمقال والفعال، ففي الهجرة عندما شكا إليه أبو بكر حاله وهما
في الغار، قال:(ما ظنك باثنين الله ثالثهما)[1]، وقد
سجل الله هذا الموقف العظيم، فقال تعالى:﴿ إِلاّ
تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ
اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ
اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ
لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ
اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة:40)
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رجل للنبي a يوم
أحد: أرأيت إن قتلت فأين أنا؟ قال:(في الجنة)فألقى تمرات في يده ثم قاتل حتى قتل.
وعن سهيل بن سعد قال: قال النبي a يوم
خيبر:(لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله)،
فبات الناس ليلتهم أيهم يعطى، فغدوا كلهم يرجوه، فقال:(أين علي ؟)، فقيل: يشتكي
عينيه، فبصق a في عينيه ودعا له فبرأ كأن لم يكن به وجع،
فأعطاه فقال:(أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا، فقال:(انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثم
ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم ؛ فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك
من أن يكون لك حمر النعم)[2]
إن هذه التوجيهات الميدانية في قلب المعارك والأحداث هي
التي أخرجت لنا أمثال تلك النماذج الفريدة من التضحية والإيثار والجهاد.