responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130

يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا وبقى بقية، قال:(كلى هذا واهدى، فإن الناس قد أصابتهم مجاعة)[1]، وفى رواية:(فأقسم بالله لقد أكلوا حتى تركوا وانصرفوا، وإن برمتنا لتغط كما هى، وإن عجيننا ليخبز كما هو)

فالنبي a يعصب الحجر على بطنه من الجوع، وعندما يدعى إلى الطعام يأبى أن يأكل والناس جائعون، وعندما يحضر مجلس الطعام لا يتصدر المجلس، وإنما يقوم يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمّر البرمة والتنور، ويقرب إلى أصحابه، ثم ينزع، إلى أن اطمأن إلى شبعهم.

هذا هو القدوة الذي يبذل من التضحية ما يكسب به ثقة أتباعه ويحتويهم احتواء تاما ويصعد بهم إلى أرفع درجات التربية.

ومثل هذا ما يروي أبو هريرة قال: والله الذي لا إله إلا هو إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع. ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه فمر بي النبي a فتبسم حين رآني وعرف ما في وجهي وما في نفسي، ثم قال:(أبا هر، قلت: لبيك يا رَسُول اللَّهِ. قال:(الحق)ومضى فاتبعته، فدخل فاستأذن فأذن لي. فدخلت فوجد لبناً في قدح فقال:(من أين هذا اللبن؟)قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة. قال:(أبا هر)قلت:(لبيك يا رَسُول اللَّهِ)قال:(الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي)قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها. فساءني ذلك فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة! كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربةً أتقوى بها، فإذا جاءوا أمرني فكنت أنا أعطيهم، وما


[1] رواه البخارى.

اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست