اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 129
فيجيبهم الرسول a:
اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة فبارك فى الأنصار
والمهاجرة[1]
ولا بأس أن نذكر هنا موقفا اعتاد العلماء نقله من باب
إثبات المعجزات الحسية المتعلقة بتكثير الطعام، ولكنا ننقله هنا لنرى المعجزة
التربوية في شخص رسول الله a، فالرسول a
هومعجزة الحديث لا كثرة الطعام:
عن جابر قال: إنا يوم الخندق نحفر فعرضت لنا كدية
شديدة، فجاءوا النبى a فقالوا: هذه كدية عرضت فى الخندق، فقال:
أنا نازل، ثم قام وبطنه معصوب بحجر، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً، فأخذ النبى
a المعول فضرب فعاد كثيباً أهيل (أو أهيم) فقلت:(يا رسول الله
إئذن لى إلى البيت)، فقلت لامرأتى:(رأيت بالنبى a شيئاً
ما كان لى فى ذلك صبر، فعندك شىء ؟)، قالت:(عندى شعير وعناق)، فذبحت العناق وطحنت
الشعير حتى جعلنا اللحم فى البرمة، ثم جئت النبى a والعجين
قد انكسر والبرمة بين الأثافى قد كادت أن تنضج، فقلت:(طعيّم لى فقم أنت يا رسول
الله ورجل أو رجلان)، قال:(كم هو ؟) فذكرت له، قال:(كثير طيب، فقل لها لا تنزع
البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتى)، ثم نادى المهاجرين والأنصار فقال لهم:(يا
أهل الخندق، إن جابر قد صنع سوراً فحىّ هلا بكم)، فلما دخل جابر على امرأته قال:(ويحك
جاء النبى a بالمهاجرين والأنصار ومن معهم) قالت:(هل
سألك كم طعامك ؟)قال (نعم) ، قالت:(الله ورسوله أعلم)
ثم جاء النبى a فقال:
ادخلوا ولا تضاغطوا، فجعل يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمّر البرمة والتنور إذا
أخذ منه شىء، ويقرب الى أصحابه، ثم ينزع، فلم يزل