اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 111
يستغفر فيسب نفسه)[1]، وقال
a:(إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر
ما يقول فليضطجع)[2]
ودخل a مرة على عائشة وعندها
امرأة، فقال:(من هذه؟)، قالت: هذه فلانة، تذكر من صلاتها، فقال a:(مه[3] عليكم
بما تطيقون، فوالله لا يمل اللَّه حتى تملوا[4]وكان
أحب الدين إليه ما داوم صاحبه عليه)[5]
ولهذا، فإن التوازن الذي أراده الشرع من المسلم يتحقق
بالأداء الأمثل لأوامر الشرع، فهي الوحيدة الكفيلة برده إلى جادة الاعتدال، لأن
السلوك المتطرف ناتج عن الهوى، لا عن الشرع.
فالذي يرفض المباحات مثلا، ويتصور أن العبودية في
الرثاثة والجوع، وتحريم الطيبات كما صنعت المانوية في فارس، والبرهمية في الهند،
والبوذية في الصين، والرواقية في اليونان، والرهبانية في الديانة النصرانية، مخالف
لقوله تعالى:﴿ يَا
بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا
تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ﴾ (لأعراف:31)
فالآية الكريمة داعية إلى التمتع بالطيبات التي خلقها
الله تعالى، بل إن الآية التي بعدها تعتبر القول بتحريمها تقولا على الله تعالى،
بل تنسب الزينة إلى الله وتضيفها إليه، وكأنها ترغب فيها، قال تعالى:﴿ قُلْ
مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ
[4]
أي لا يقطع ثوابه عنكم وجزاء أعمالكم ويعاملكم معاملة المالّ حتى تملوا فتتركوا،
فينبغي لكم أن تأخذوا ما تطيقون الدوام عليه ليدوم ثوابه لكم وفضله عليكم.