اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 110
وكان عبد الله بن عمرو يقول بعد ذلك:(ولأن أكون قبلت
الثلاثة الأيام التي قال رَسُول اللَّهِ a أحب
إلي من أهلي ومالي)[1]
وفي رواية، قال له رسول الله a:(ألم
أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل؟)، قلت:(بلى يا رَسُول اللَّهِ)، قال:(فلا تفعل؛
صم وأفطر ونم وقم؛ فإن لجسدك عليك حقاً، وإن لعينيك عليك حقاً، وإن لزوجك عليك
حقاً، وإن لزورك عليك حقاً، وإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل
حسنة عشر أمثالها فإن ذلك صيام الدهر)، قال عبد الله:(فشدّدْت فشُدِّدَ علي)قلت:
يا رَسُول اللَّهِ إني أجد قوة. قال:(صم صيام نبي اللَّه داود ولا تزد عليه)قلت:
وما كان صيام داود؟ قال:(نصف الدهر)فكان عبد اللَّه يقول بعد ما كبر:(يا ليتني
قبلت رخصة رَسُول اللَّهِ a)
ولهذا كان a ينهى عن
السلوكيات التعبدية التي لا معنى لها، والتي هي مظهر من مظاهر تعذيب الجسد الذي
أمرنا بحفظه، فعن ابن عباس قال: بينما النبي a يخطب
إذا هو برجل قائم فسأل عنه، فقالوا: أبو إسرائيل نذر أن يقوم في الشمس ولا يقعد
ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم، فقال النبي a:(مروه فليتكلم
وليستظل وليقعد وليتم صومه)[2]
فلم يترك له a إلا الصوم لأنه
هو العبادة الوحيدة من تصرفاته التي لها معنى، أما مكوثه في الشمس وقيامه، فلا
معنى له.
بل إنه a نهى عن القيام مع
فضله العظيم إذا تعارض ذلك القيام مع حاجة الإنسان الطبيعية من النوم، وعلل ذلك
بعدم استفادة القائم من قيامه، قال a:(إذا نعس أحدكم
في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب