اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109
حق حقه. فأتى النبي a فذكر
ذلك له، فقال النبي a:(صدق سلمان)[1]
فأبو الدرداء في هذا الحديث لاحظ ناحية تصور أنها هي
الأصل، وغابت عنه نواح أخرى لا تقل عن الناحية التي لا حظها، وهي حق زوجه، بل حق
نفسه في الراحة لأن الله لم يخلق لنا هذه الأجساد لنعذبها، بل لنطيعه بها زيادة
على أن قصور هذه الأجساد سيمنعه من عبادات أخرى كثيرة.
ولهذا كان a يلاحظ في
التكاليف طاقة البشر، لأن العبادات موجهة للبشر، فعندما واصل بعضهم نهاه، فلما
قالوا:(إنك تواصل؟)قال:(إني لست كهيئتكم إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني)[2]
بل كان a ـ كما تصف عائشة ـ
ليدع العمل وهو يحب أن يعمل خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم[3].
ولما سمع a بمقولة عبد
اللَّه بن عمرو:(والله لأصومن النهار ولأقومن الليل ما عشت)، قال رَسُول اللَّهِ a:(أنت
الذي تقول ذلك؟)، قال عبد الله: فقلت له:(قد قلته بأبي أنت وأمي يا رَسُول اللَّهِ)،
قال:(فإنك لا تستطيع ذلك؛ فصم وأفطر ونم وقم، وصم من الشهر ثلاثة أيام فإن الحسنة
بعشر أمثالها وذلك مثل صيام الدهر)، قلت:(فإني أطيق أفضل من ذلك)قال:(فصم يوماً
وأفطر يومين)، قلت:(فإني أطيق أفضل من ذلك)، قال:(فصم يوماً وأفطر يوماً فذلك صيام
داود u وهو أعدل الصيام)[4] فقلت:(فإني
أطيق أفضل من ذلك)، فقال رَسُول اللَّهِ a:(لا
أفضل من ذلك)