اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 11
وقال عن القرآن الكريم:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ
قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ
وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:57)، وقال تعالى:﴿ وَلَقَدْ
أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلاً مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا
مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (النور:34)، وقال تعالى:﴿
هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ (آل
عمران:138)
وسر ذلك أن النفس البشرية في الأعم الأغلب نفس مستعدة
لتقبل المواعظ والتأثر بها، فلذلك تقنع بكل ما يؤثر فيها من غير جدل ولا عنت.
يقول الرازي عن النفوس المستعدة لتقبل المواعظ:(وهم
الذين ما بلغوا في الكمال إلى حد الحكماء المحققين، وفي النقصان والرذالة إلى حد
المشاغبين المخاصمين، بل هم أقوام بقوا على الفطرة الأصلية والسلامة الخلقية، وما
بلغوا إلى درجة الاستعداد لفهم الدلائل اليقينية والمعارف الحكمية، والمكالمة مع
هؤلاء لا تمكن إلا بالموعظة الحسنة)[1]
والولد في العادة يكون صاحب هذا النوع من النفوس، فلذلك
تؤثر فيه المواعظ تأثيرا كبيرا خاصة إن صاحها القدوة الحسنة والأدب الرفيع، وتقيدت
بما سنذكره من الضوابط.
وانطلاقا من هذا، سنبحث في هذا الفصل عن ركنين مهمين
تتحقق بهما الموعظة في أعلى درجاتها: