اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 12
لا تؤتي الموعظة المؤثرة ـ المقيدة بالقيود الشرعية ـ
ثمارها إلا إذا تقيدت بالقيود التالية:
1 ـ اعتماد الصدق
أول شرط من شروط الموعظة الحسنة المؤثرة أن تكون صادقة،
لأن الكذب لا يمكن أن يؤسس فردا صالحا مؤدبا، والغاية لا تبرر الوسيلة، فلذلك من
الأخطاء التي قد يقع فيها بعض الآباء أن يمارسوا الكذب في سبيل تربية أولادهم أو
إصلاحهم، وهو أسلوب خاطئ، لأن في الصدق ما يغني عن الكذب.
زيادة على أن الولد إن اكتشف خطأ المعلومات التي يوردها
والده قد ترتفع ثقته عنه، وبالتالي ارتفاع تأثيره فيه، لأنه بقدر الثقة في الواعظ
يكون تأثير الموعظة.
ومن أمثلة ذلك اعتماد الأحاديث الضعيفة[1] أو
الموضوعة، والتي امتلأت بها كتب التفسير والحديث، والتي تشوه القرآن الكريم والسنة
المظهرة.
ولهذا، فإن الواعظ الصادق لا يلقي بكل ما يقرؤه من غير
تمحيص أو تدقيق أو توثيق، وقد قال a:(كفى بالمرء
كذباً أن يحدث بكل ما سمع)[2]
وقد نبه ابن مسعود إلى خطورة غلبة حب التأثير بعيدا عن
التمحيص والعلم، فقال:(إنكم في زمان كثير علماؤه، قليل خطباؤه، وإن بعدكم زماناً
كثير خطباؤه، والعلماء
[1]
وقد أجاز كثير من العلماء ذكر الحديث الضعيف في أبواب الفضائل، بشروط منها:
1- ألا يكون الضعف شديداً.
2- أن يكون الحديث مندرجاً
تحت أصل عام.
3- ألا يعتقد عند العمل به
ثبوته.
ولا يخفى أن هناك فرقاً بين
ذكر الحديث الضعيف والاحتجاج به ؛ فإن ذكره لا يعني إثبات حكم شرعي به. انظر شرح
الألفية للسخاوي: 1 /283.