اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
الفصل الأول
الموعظة
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا الأسلوب في قوله تعالى:﴿ وَإِذْ
قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ
إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ (لقمان:13)
وهو دليل على أن من حقوق الأولاد على آبائهم أن يجلسوا
معهم للوعظ، كهذا المجلس الذي جلسه لقمان u، لأن
الله تعالى ما ذكر قصته للتسلية، ولا لمجرد بيان القضايا التي ذكرها فقط، وإنما من
باب البيان لما يجب على الآباء نحو أبنائهم.
وهذا الأسلوب الذي أمر الوالدان باستخدامه مع أولادهم
أسلوب قرآني لا غنى عن استخدامه لكل داعية إلى الله سواء كان المدعو ولده أو أي
أحد من الناس، قال تعالى:﴿ ادْعُ
إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾
(النحل:125)
وهو الأسلوب الذي مارسه الرسل ـ صلوات الله وسلامه عليهم
ـ مع أقوامهم، قال تعالى آمرا رسوله a:﴿ وَعِظْهُمْ
وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً﴾ (النساء:63)، وقال تعالى
آمرا موسى وهارون ـ عليهما السلام ـ:﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً
لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ (طـه:44)
بل إن الله تعالى أخبر أن من خصائص رسالاته إلى عباده
أنها مواعظ تهدي إلى الحق، قال تعالى مخبرا عن محتويات التوراة:﴿
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً
لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا
سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾ (لأعراف:145)
وقال تعالى في وصف الإنجيل:﴿ وَآتَيْنَاهُ
الْأِنْجِيلَ فِيهِ هُدىً وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَهُدىً وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ﴾ (المائدة:46)
اسم الکتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10