بل قد نقل الإجماع على ذلك، قال ابن المنذر:(أجمع كل من يحفظ
عنه من أهل العلم على أن الزوجين إذا افترقا ولهما ولد أن الأم أحق به مالم تنكح)[2]، وقال ابن عبد البر: (لا أعلم خلافا بين السلف من العلماء في المرأة
المطلقة إذا لم تتزوج أنها أحق بولدها من أبيه ما دام طفلا صغيرا لايميز شيئا إذا
كان عندها في حرز وكفاية ولم يثبت فيها فسق ولا تبرج)
ومن الأدلة التي استدلوا بها على ذلك:
1 ـ ما روى
عبد الله بن عمرو بن العاص، أن امرأة قالت: يا رسول الله، إن ابني هذا كان بطني له
وعاء، وثديي له سقاء، وحجري له حواء، وإن أباه طلقني، وأراد أن ينزعه مني فقال
رسول الله a:(أنت أحق به ما لم تنكحي)[3]، قال الصنعاني:(الحديث دليل على أن الأم أحق بحضانة ولدها إذا أراد الأب
انتزاعه منها، وقد ذكرت هذه المرأة صفات اختصت بها تقتضي استحقاقها وأولويتها
بحضانة ولدها، وأقرها a على ذلك، وحكم لها، ففيه تنبيه على
المعنى المقتضي للحكم، وأن العلل والمعاني المعتبرة في إثبات الأحكام مستقرة في
الفطر السليمة)[4]
2 ـ عن أبي
هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟
قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك[5]، قال ابن حزم:(فهذا نص جلي على إيجاب الحضانة ؛ لأنها صحبة)
3 ـ أنها
أقرب إليه، وأشفق عليه، ولا يشاركها في القرب إلا أبوه، وليس له مثل