4 ـ أنه إذا ظهر في سلوك الذكر أو الأنثى تخليط أو
معصية فالمنع من ذلك واجب لقول الله تعالى ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ
بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ ﴾(النساء:135)، وقوله تعالى: ﴿
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ
وَالْعُدْوَانِ ﴾(المائدة:2)، وقوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ
أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ
الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ﴾(آل عمران:104)
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو النظر إلى مصلحة الولد كما في كل
مسائل الحضانة، وعلى ذلك تدل الروايات النصية المختلفة عن رسول الله a والصحابة، فليس في النصوص ما ذكره
أكثر الفقهاء من أحكام الحضانة وقيودها في هذه المسألة وأكثر مسائل الحضانة.
وعلى ذلك أيضا يدل الخلاف الفقهي في هذه المسألة، فقد اختلف
الفقهاء بحسب اختلاف المصالح والمفاسد التي تنجر عن الأحوال المختلفة، ومن الخطأ
نصرة الآراء هنا لأدلتها، فهي تكاد تتكافأ، ويمكن توجيه القوي منها لينسجم مع
غيره، ومن الخطأ الأكبر نصرة الآراء هنا باعتبار مذاهبها، فالمذاهب ليست نصوصا
قطعية يحرم تجاوزها.
انطلاقا من هذا نرى أن لولي الأمر أو من يكون ثقة من جماعة
المسلمين النظر في كل حالة والحكم عليها بما يناسبها من هذه الأقوال الواردة في
المسألة، وقد قال ابن القيم بعد أن أورد الأدلة الكثيرة على نصرة مذهب أحمد في
المسألة:(فمن قدمناه بتخيـير أو قرعة أو بنفسه، فإنما نقدمه إذا حصلت به مصلحة
الولد، ولو كانت الأم أصوم من الأب وأغير منه قدمت عليه، ولا التفات إلى قرعة ولا
اختيار الصبـي في هذه الحالة، فإنه ضعيف العقل يؤثر البطالة واللعب،