اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 391
- فسقط
الكلام في هذا الوجه.
الكفر، كما
قال الله تعالى:﴿ وَإِذَا قِيلَ
لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ
أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ﴾ (البقرة:13)، قال تعالى حاكيا عن موسى u:﴿ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ
مِنَّا﴾ (لأعراف:155)يعني كفرة بني إسرائيل، وقال تعالى:﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ
إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ (البقرة:130)فهذا معنى ثان، ولا خلاف منهم ولا منا في أن الكفار لا يمنعون
أموالهم، وأن معاملتهم في البيع والشراء وهباتهم جائز كل ذلك.
عدم العقل
الرافع للمخاطبة كالمجانين والصبيان فقط، وهؤلاء بإجماع منا ومنهم هم الذين أراد
الله تعالى في الآيتين، وأن أهل هذه الصفة لا يؤتون أموالهم، لكن يكسون فيها،
ويرزقون، ويرفق بهم في الكلام، ولا يقبل إقرارهم، لكن يقر عنهم وليهم الناظر لهم.
قال ابن حزم
تعليقا على هذا الاستدلال:(فمن قال: إن من يغبن في البيع ولا يحسن حفظ ماله - وإن
كان عاقلا مخاطبا بالدين مميزا له -: داخل في (اسم السفه)المذكور في الآيتين، فقد
قال الباطل، وقال على الله تعالى ما لا علم له به، وقفا ما لا علم له به، وما لا
برهان له على صحته - وهذا كله حرام لا يحل القول به.. وما سمى الله تعالى قط في
القرآن ولا رسوله a ولا العربي الجاهل بكسب ماله، أو المغبون
في البيع: سفيها.. والسفيه الذي ذكر في الآية هو الذي لا عقل له لجنونه، والضعيف
الذي لا قوة له، والذي لا يستطيع أن يمل: هو من به آفة في لسانه تمنعه كخرس، أو
نحو ذلك)[1]