اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 358
فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً﴾
(النساء:9)، وقد تضمنت عقوبة دنيوية، أو تحذيرا من عقوبة دنيوية.
وأما الثانية فقوله تعالى:﴿
إِنَّ الَّذِينَ
يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ
نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً﴾ (النساء:10)، وقد تضمنت المصير الذي يئول
إليه من استحل أكل أموال اليتامى ظلما.
وسنسلك هنا نفس الترتيب القرآني لنستلهم الطريقة القرآنية في علاج هذه الظاهرة
الخطيرة:
المصير الدنيوي: من الناس من لا يردعه الترهيب من العقاب
الأخروي بقدر ما يرهبه العقاب الدنيوي، يقول الغزالي عند ذكر دور العلماء في حل
عقدة الإصرار من المجتمع:(النوع الثالث: أن يقرر عندهم أن تعجيل العقوبة فى الدنيا
متوقع على الذنوب، وأن كل ما يصيب العبد من المصائب فهو بسبب جناياته، فرب عبد
يتساهل فى أمر الآخرة ويخاف من عقوبة الله فى الدنيا اكثر لفرط جهله، فينبغى أن
يخوف به فإن الذنوب كلها يتعجل فى الدنيا شؤمها فى غالب الأمر)[1]
وقد ذكر ابن الجوزي الكثير من الشواهد على هذا، ومنها ما قاله
مخبرا عن بعضهم:(قد عبت شخصاً قد ذهب بعض أسنانه فانتثرت أسناني، ونظرت إلى امرأة
لا تحل فنظر إلى زوجتي من لا أريد)، وقال ابن سيرين:(عيرت رجلاً بالإفلاس فأفلست
ومثل هذا كثير)
وذكر عن بعض العاقين أنه ضرب أباه وسحبه إلى مكان فقال له
الأب: حسبك إلى ههنا سحبت أبي.
قال ابن الجوزي:(ومن أعجبت ما سمعت فيه عن الوزير ابن حصير
الملقب بالنظام أن