اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 357
أن لا يدخلهم الجنة ولا يذيقهم نعيمها: مدمن خمر، وآكل الربا،
وآكل مال اليتيم بغير حق، والعاق لوالديه)[1]
قال ابن حجر يذكر إجماع العلماء على هذا:(عد هذا كبيرة هو ما
اتفقوا عليه لما ذكر )
ثم قال مبينا أن هذا الحكم ينطبق على أكل الكثير والقليل:(وظاهر
كلامهم أنه لا فرق بين أكل قليله وكثيره ولو حبة على ما مر في بخس الكيل والوزن)
وعلل ذلك بقوله:(فلو لم يحكم في القليل بكونه كبيرة لجره ذلك
إلى الكثير إذ لا مانع له لأنه مستول على الكل فتعين الحكم بالكبيرة على أخذ
القليل والكثير)
وقد اعتبر علماء الأخلاق المسلمين هذا الذنب من من نوع (الذنوب
البهيمية)[2]، وهي الذنوب التي تمثل شره النفس وحرصها علي قضاء شهوة البطن
والفرج، ومثلها: الزنا والسرقة وأكل أموال الناس بالباطل والبخل والشح والجبن
والهلع والجزع وغير ذلك.
وهذا التقسيم له أهميته في العلاج من هذا الذنب، فالذنوب
البهيمية تداوى بالألم، وبالشعور بالمرارة التي تحيل اللذة التي يستشعرها المذنب
ألما وأسفا وحسرة، وهذا ما سلكته النصوص القرآنية في علاج هذه الظاهرة التي كانت
مستشرية في المجتمع الجاهلي، والتي هي في الحقيقة ظاهرة من ظواهر الجاهلية الأولى
أو الآخرة.
فقد ختم الله تعالى
الآيات التي تحدثت عن حفظ الحقوق المالية لليتامى، والتي تبدأ من قوله تعالى:﴿ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا
الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ
إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً﴾ (النساء:2)بآيتين تبينان مصير من فرط في
هذه الأوامر الإلهية، كل آية منهما ذكرت نوعا من أنواع المصير:
أما الأولى فقوله تعالى:﴿
وَلْيَخْشَ الَّذِينَ
لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ