اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 311
القول الثالث: هو متبرع به، وهو قول الشعبي ومالك، والثوري
والأوزاعي وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن والشافعي وابن المنذر.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو القول الأول بناء على أن الأصل هو
أن المكلف بالنفقة هو بيت مال المسلمين، فلذلك إن قام بعض المسلمين بالنيابة عنه
في هذا الدور، فإنه يستحق التعويض على ما أنفقه.
زيادة على أن في هذا القول تشجيعا على التقاط اللقيط وعدم تركه
للهلاك، فلذلك نرى عدم إهانة هذا الملتقط بتحليفه أو بطلب البينة، بل نرى أن يسرع
إليه بالتعويض ـ في حال رخاء بيت المال ـ من غير أن يطلبه.
زيادة على أنا لا نرى تعارضا بين احتسابه في الإنفاق وجه الله،
وبين طلب التعويض، كما أنه لا تعارض بين تعليم القرآن الكريم، ونيل الأجر الدنيوي
على ذلك، وبين أن يكون مع ذلك متبعدا بقراءته لله تعالى.
الحق الرابع: حق التملك
اتفق الفقهاء على أن للقيط الحق في تملك المال الذي وجد معه إن
دلت القرائن على أنه له، وبناء على هذا، فإن القرائن لا تخلو من الأحوال التالية:
الحالة الأولى: اتصال المال باللقيط أو تعلقه بمنفعته كأن يكون
(لابسا له، أو مشدودا في ملبوسه أو في يديه أو مجعولا فيه، كالسرير والسفط وما
فيه من فرش أو دراهم والثياب التي تحته والتى عليه وإن كان مشدودا على دابة، أو
كانت مشدودة في ثيابه أو كان في خيمة أو في دار)[1]