اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 198
اتفق الفقهاء على جواز استئجار الظئر
للرضاع دون الحضانة، أو للحضانة دون الرضاع، أو لهما معا[1]، واختلفوا فيما لو أطلق العقد على الرضاع، هل تدخل
فيه الحضانة، أم لا على قولين:
القول الأول: لا تدخل فيه
الحضانة، وهو قول أبي ثور، وابن المنذر، وقول للحنابلة والشافعية ؛ لأن العقد ما
تناولها.
القول الثاني: تدخل فيه الحضانة،
وهو قول أصحاب الرأي ؛ وقول للحنابلة والشافعية، لأن العرف جار بأن المرضعة تحضن
الصبي، فحمل الإطلاق على ما جرى به العرف والعادة.
الترجيح:
نرى أن
الأرجح في المسألة هو ما دل عليه العرف، وهو ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني، قال
السرخسي:(والمرجع في ذلك إلى العرف في كل موضع وهو أصل كبير في الإجارة فإن ما
يكون من التوابع غير مشروط في العقد يعتبر فيه العرف في كل بلدة)
وضرب مثلا
لذلك، فقال:(حتى قيل: في استئجار اللبان: إن الزنبيل والملبن على صاحب اللبن بناء
على عرفهم، والسلك والإبرة على الخياط باعتبار العرف والدقيق على صاحب الثوب دون
الحائك فإن كان عرف أهل البلدة بخلاف ذلك فهو على ما يتعارفون)
ما
تطالب به المرضعة:
[1] اتفق الفقهاء على أن
المرضع المستأجرة لا يدخل في عملها خدمة البيت إلا إذا تطوعت به، أو نالت أجرتها
عنه، قال السرخسي:« وليس عليها من عمل أبوي الصبي شيء إن كلفوها عجنا، أو طبخا، أو
خبزا ؛ لأنها التزمت بالعقد الظئورة، وهذه الأعمال لا تتصل بالظئورة فلا يلزمها
إلا أن تتطوع به »، المبسوط.
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 198