اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199
نص الفقهاء
على أن المرضعة مطالبة بأن تأكل وتشرب ما يدر به لبنها، ويصلح به، وللمستأجر
مطالبتها بذلك ؛ لأنه من تمام التمكين من الرضاع، وفي تركه إضرار بالصبي.
واتفقوا على
أنها لو سقته لبن الغنم، أو أطعمته على أنه لا أجر لها ؛ لأنها لم توف المعقود
عليه، وذلك كما لو اكتراها لخياطة ثوب، فلم تخطه.
أما إذا
دفعته إلى من يرضعه بدلها، فقد اختلف الفقهاء في ذلك على قولين:
القول الأول: لا أجر لها ؛ وهو
قول أبي ثور وأحمد، واستدلوا على ذلك بأنها لم ترضعه، فأشبه ما لو سقته لبن الغنم.
القول الثاني: لها أجرها، وهو قول
الحنفية، لأن رضاعه حصل بفعلها.
الترجيح:
نرى أن
الأرجح في المسألة هو النظر في مصلحة الصبي، فإن تحققت المصلحة، استحقت الأجر على
ذلك، وإلا لم تستحق شيئا.
ونرى أن يبقى
الأولياء على اتصال دائم بالمرضع للنظر في أدائها لما كلفت به، ولما تحتاجه حتى
يسد الضرر قبل أن يستفحل.
أمانة
المرضع:
نص الفقهاء
على اعتبار المرضع أمينة فيما ندبت له من إجارة، فلذلك لا تتهم فيما لو ضاع الصبي
من يدها، أو وقع فمات، أو سرق من حلي الصبي، أو من ثيابه شيء.
فلا تضمن
الظئر شيئا من ذلك، وذلك لأنها بمنزلة الأجير الخاص فإن العقد ورد على منافعها في
المدة، فلذلك لا تشغل نفسها في تلك المدة عن رضاع الصبي، ولا تؤاجر نفسها من
غيرهم.
والأجير
الخاص أمين فيما في يده بخلاف الأجير المشترك على قول من يضمنه.
اسم الکتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 199