اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 287
ولا يجد نفقة نفسه فهو كفء وإلا لا يكون كفئا وإن كانت فقيرة[1].
الرأي الثاني: أن تساوي الزوج والزوجة في الغنى
شرط تحقق الكفاءة؛ لأن التفاخر يقع في الغنى عادة، وهو مذهب أبي حنيفة
ومحمد في غير رواية الأصول.
وذكر السرخسي أن هذا قول بعض المتأخرين الذين اعتبروا الكفاءة في كثرة
المال،
واستدلوا بحديث عائشة رأيت ذا المال مهيبا، ورأيت ذا الفقر مهينا
وقالت:
إن أحساب
ذوي الدنيا المال، ولكنه رد عليهم بأن الأصح عدو اعتبار ذلك، (لأن كثرة المال في
الأصل مذموم،
قال a: (هلك المكثرون إلا من
قال بماله:
هكذا
وهكذا) [2]يعني تصدق به) [3]
القول الثاني: هو عدم اعتبار الغنى في الكفاءة، وهو قول للمالكية، وقول أكثر الشافعية ورواية عن الحنابلة[4]، قال الشيخ تقي الدين: (لم أجد نصا عن الإمام
أحمد رحمه الله ببطلان النكاح لفقر أو رق) [5]، وقد سئل ابن حجر الهيثمي
عن أهل بلد يفتخرون بالأموال لا بالأنساب فهل يكون الفقير فيهم كفؤا للغنية منهم
أم لا؟
فأجاب
[2] قال في مجمع الزوائد:
رواه الطبراني في الكبير وفيه عمران بن سليمان قال فيه الأزدي يعرف وينكر، مجمع
الزوائد:1/50، وانظر: أحمد: 2/309، مسند إسحق بن راهويه: 1/291.