اسم الکتاب : عقد الزواج وشروطه المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 286
5. أن على
الموسرة ضررا في إعسار زوجها، ولهذا ملكت الفسخ بإخلاله بالنفقة.
6. أن
المهر عوض ما يملك بهذا العقد، فلا بد من القدرة عليه، وقيام الازدواج بالنفقة، فلا بد من القدرة عليها؛ ولأن من لا قدرة له على المهر، والنفقة يستحقر، ويستهان في العادة كمن له نسب
دنيء، فتختل به المصالح كما تختل عند دناءة النسب([1]).
وقد اختلف الفقهاء القائلون
باعتبار الكفاءة في الغنى على حد الغنى على رأيين:
الرأي الأول: أن الغنى المعتبر في الكفاءة هو القدرة على مهر مثلها، والقدرة على النفقة، ولا تعتبر الزيادة على ذلك، حتى إن الزوج إذا كان
قادرا على مهر مثلها ونفقتها يكون كفئا لها، وإن كان لا يساويها في
المال،
ومن لا
يملك مهرا ولا نفقة فلا يكون كفئا للغنية، وهو مذهب أبي حنيفة وأبي
يوسف ومحمد في ظاهر الروايات، وهو موافق لما ذكره القائلون
باعتبار الغنى في الكفاءة من المالكية والحنابلة.
ورويت عن االحنفية حدود أخرى مؤيدة لهذ منها: أنه إذا كان قادرا على
النفقة عن طريق الكسب كان كفئا، ومعناه منقول عن أبي يوسف قال: إذا كان قادرا على إيفاء
ما يعجل لها باليد ويكتسب ما ينفق لها يوما بيوم كان كفئا لها. وفي غريب الرواية للسيد
أبي شجاع جعل الأصح ملك نفقة شهر. وفي الذخيرة: إن كان يجد نفقتها