responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90

الأعبد، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت.. فنزل قوله تعالى: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 52]) [1]

وقد روي أن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بعد أن نزلت عليه هذه الآية الكريمة، قام يلتمسهم حتى أصابهم في آخر المسجد يذكرون الله، فقال: (الحمد لله الذي لم يمتني حتى أمرني أن أصبر نفسي مع رجال من أمتي، معكم المحيا ومعكم الممات)[2]

ولهذا كان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يدعو بلالا ـ كما يدعو كل المستضعفين ـ إلى عدم السقوط في مستنقعات الدنيا، لأن فضلهم لم يكن سوى بسبب تلك القيم الممتلئة بالتواضع، والتي وفرها لهم وقوفهم مع المستضعفين، ففي الحديث عن بلال، قال: (قال لي رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (يا بلال مت فقيرا، ولا تمت غنيا)، قلت: فكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: (ما رزقت فلا تخبئ، وما سئلت فلا تمنع)، فقلت: يا رسول الله كيف لي بذلك؟ قال: (هو ذلك أو النار) [3]ولهذا ظل ممتلئا بالتواضع، ولم يتاجر بذلك الثناء الذي أثني عليه، وقد حدث الشعبي قال: خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت من اليمن، فقال: أنا بلال وهذا أخي، عبدان


[1] رواه ابن ماجة في السنن برقم (4127)، وقال البوصيري في الزوائد (3/276): هذا إسناد صحيح، هذا ما نراه صحيحا من الرواية، أما ما أضيف إليه من إقرار رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ، وقولهم: فاكتب لنا عليك كتابا، قال: فدعا بالصحيفة ودعا عليا ليكتب.. فغير صحيح، ويستحيل على رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن يستسلم لأهوائهم.

[2] تفسير الطبري، (15/ 240)

[3] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 149)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 90
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست