responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91

من الحبشة، كنا ضالين فهدانا الله، وكنا عبدين فأعقتنا الله، إن تنكحونا فالحمد لله وإن تمنعونا فالله أكبر[1].

ولم يكن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يكتفي بالثناء عليه، وإنما كان يستعمله، وفي أخص شؤون المسلمين، لينبه من بعد إلى اختيار السابقين المتواضعين، لا المتخلفين والطلقاء والمستكبرين.

فقد كانت كل الأموال التي تجبى للمسلمين توضع عند بلال، أي أنه كان وزير المالية، أو أمين صندوق المال، ولذلك كان يسأل عن كل الشؤون المالية للمسلمين، فعن عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالا فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم؟ فقال: (ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي له ذاك منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرأه عاريا يأمرني به، فأنطلق فأستقرض وأشتري البردة فأكسوه وأطعمه)[2]

وكان رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوصيه كل حين، ليعلمه ـ ويعلم من بعده ـ كيف يتعامل مع ما اعتبره الله تعالى قوام حياة الناس، فعن عبد الله بن مسعود، قال: دخل النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم على بلال، وعنده صبر من تمر، فقال: (ما هذا يا بلال؟) قال: يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك، قال: (أما تخشى أن تكون له بخار في النار، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا)[3]


[1] رواه ابن سعد حياة الصحابة (3/ 493)

[2] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 149)

[3] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 149)، ورواه البزار بإسناد حسن والطبراني، حياة الصحابة (2/ 392)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست