اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 89
لكن
للأسف لم يعتبر ذلك الموقف سندا للمستضعفين في رفضهم لتولي الطلقاء أمور المسلمين،
بل اعتبر مجرد ثناء فارغ من أي محتوى، مع أن الكبرياء والتجبر الذي كان لديهم ظل
مصاحبا لهم، ولم يكن تلفظهم بالشهادتين كافيا لتطهيرهم من رواسب الجاهلية.
وكيف
يتطهرون، وقد ظلوا لآخر لحظة محجوبين عن الإسلام بسبب اتباع المستضعفين لرسول الله
a،
وقد ورد في الحديث عن ابن مسعود قال: مر الملأ من قريش على
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وعنده صهيب وبلال وخباب وعمار ونحوهم وناس من ضعفاء المسلمين فقالوا: يا
رسول الله أرضيت بهؤلاء من قومك؟ أفنحن نكون تبعا لهؤلاء؟ أهؤلاء الذين من الله
عليهم؟ أطردهم عنك فلعلك إن طردتهم اتبعناك، قال: فأنزل الله عز وجل: ﴿
وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ
لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا
تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ
وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ
عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾
[الأنعام: 51، 52]) [1]
وهكذا
كان موقف نظرائهم من الملأ الذين حشوا كبرا وتجبرا، وقد روي عن خباب قال: جاء
الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري، فوجدوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مع صهيب وبلال وعمار وخباب
قاعدا في ناس من الضعفاء من المؤمنين، فلما رأوهم حول النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم حقروهم، فأتوه فخلوا به،
وقالوا: إنا نريد أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب
تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هذه
[1]
رواه أبو نعيم في الحلية وغيرهن حياة الصحابة (3/ 215)
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 89