اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 58
فقال:
إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوالله إني لأرجو أن أطأ
بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (أما أنت فقد عذرك الله، فلا جهاد عليك)، وقال لبنيه: (ما عليكم
أن لا تمنعوه، لعل الله يرزقه شهادة)، فخرج معه، فأخذ سلاحه وولى، فلما ولى أقبل
على القبلة وقال: (اللهم ارزقني الشهادة، ولا تردني إلى أهلي خائبا) [1]
وقد
قال فيه رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (والذي
نفسي بيده إن منكم من لو أقسم على الله لأبره، منهم عمرو بن الجموح، ولقد رأيته
يطأ في الجنة بعرجته)
وقد
شهد له رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بالسيادة على قومه، فقال: من سيدكم يا بني سلمة؟ قالوا: الجد بن قيس على بخل فيه،
فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (وأي داء أدوى من البخل،
بل سيدكم الأبيض الجعد عمرو بن الجموح) [2]وروي
أنه أتى إلى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قبل استشهاده، فقال: يا
رسول الله أرأيت إن قاتلت حتى أقتل في سبيل الله تراني أمشي برجلي هذه في الجنة
قال: نعم[3].وروي
أن النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال يوم أحد: (قوموا إلى
جنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين)، فقام عمرو بن الجموح وهو أعرج فقال: (والله
لأقحزن عليها في الجنة)، فقاتل حتى قتل[4].وهكذا
قدمتم في تلك الغزوة الكثير من الشهداء الذين لا نزال نحن إلى ذكراهم،