اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 57
وقد
ذكر جابر كرامة تتعلق بهما بعد موتهما، فقد قال: (كان عبد الله بن عمرو رجلا أحمر
أصلع ليس بالطويل، وكان عمرو بن الجموح رجلا طويلا، فعرفا ودخل السيل عليهما، وكان
قبرهما مما يلي السيل فحفر عنهما وعليهما نمرتان، وعبد الله قد أصابه جرح في يده،
فيده على جرحه، فأميطت يده عن جرحه فانثعب الدم فردت إلى مكانها فسكن الدم، قال
جابر: فرأيت أبي في حفرته، فكأنه نائم، فقيل له: أفرأيت أكفنته؟ فقال: إنما دفن في
نمرة خمر بها وجهه، وعلى رجليه الحرمل، فوجدنا النمرة كما هي والحرمل على رجليه
على هيئته، وبين ذلك ست وأربعون سنة) [1]،
فشاورهم جابر في أن يطيب بمسك، فأبى ذلك أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
وأخبر
جابر قال: لما حضر أحد دعاني أبي من الليل فقال: (ما أراني إلا مقتولا في أول من
يقتل من أصحاب النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم؛ وإني لا أترك بعدي أعز
علي منك غير نفس رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وإن علي دينا فاقض
واستوص بأخواتك خيرا، فأصبحنا فكان أول قتيل) [2]
وكان
من شهدائكم فيها عمرو بن الجموح بن
زيد بن حرام[3]..
ذلك الذي شهد العقبة، ثم شهد بدرا، وقد كان من سادات الأنصار، وكان سيدا من سادات
بني سلمة وشريفا من أشرافهم.
وقد
روي أنه (كان رجلا أعرج شديد العرج، وكان له بنون أربعة مثل الأسد، يشهدون المشاهد
مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم،
فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه، فأتى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم