اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 56
تبكوه
فوالله ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى دفنتموه) [1]
وحدث
جابر قال: (لقيني رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال: يا جابر مالي أراك
منكسرا مهتما؟ قلت: يا رسول الله استشهد أبى وترك عيالا وعليه دين، قال: أفلا
أبشرك بما لقي الله به أباك؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: (إن الله أحيا أباك
وكلمه.. فقال له: يا عبدى تمن أعطك، قال: يا رب تردني إلى الدنيا، فأقتل فيك ثانية،
فقال الرب تعالى ذكره: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال يا رب فأبلغ من ورائي
فأنزل الله: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169]،
فحفرت له قبرا بعد ستة أشهر فحولته إليه فما أنكرت منه شيئا الا شعرات من لحيته
كانت مستها الأرض) [2]
وعن
جابر أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لما خرج لدفن شهداء أحد
قال: (زملوهم بجراحهم فإني أنا الشهيد عليهم، ما من مسلم يُكْلَم في سبيل الله إلا
جاء يوم القيامة يسيل دما اللون لون الزعفران والريح ريح المسك) [3]
قال
جابر: وكفن أبي في نمرة واحدة وكان يقول a:
(أي هؤلاء كان أكثر أخذا للقرآن؟، فإذا أشير له إلى الرجل، قال: (قدموه في اللحد
قبل صاحبه)، وبما أن عبد الله بن عمرو بن حرام كان أخا وصديقا لعمرو بن جموح، فقد
طلب رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن
يدفنا في قبر واحد، وقال: (ادفنوا عبد الله بن عمرو وعمرو بن الجموح في قبر واحد)