اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 55
الذين
لقوا رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
بمكة فأسلموا قبل سائر الأنصار، وأقام مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بها حتى هاجر إلى المدينة،
فكان يقال له مهاجري أنصاري.
وقد
حدث عاصم بن عمر بن قتادة أن القوم لما اجتمعوا لبيعة رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قال العباس بن عبادة: (يا معشر
الخزرج، هل تدرون علام تبايعون هذا الرجل؟) قالوا: نعم، قال (إنكم تبايعونه على
حرب الأحمر والأسود من الناس، فإن كنتم ترون أنكم إذا نهكت أموالكم مصيبة،
وأشرافكم قتلاً أسلمتموه، فمن الآن، فهو والله إن فعلتم خزي الدنيا والآخرة، وإن
كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه على نهكة الأموال، وقتل الأشراف، فخذوه،
فهو والله خير الدنيا والآخرة)، قالوا: فإنا نأخذه على مصيبة الأموال، وقتل
الأشراف، فما لنا بذلك يا رسول الله إن نحن وفينا بذلك؟ قال: (الجنة)، قالوا: ابسط
يدك، فبسط يده فبايعوه[1].
ولم
يكتف بذلك، بل راح يعرض على رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يمثل على المشركين، فقال: (لئن شئت يا رسول الله لنميلن عليهم
غدا بأسيافنا)، فقال النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (لم
نؤمر بذلك) [2]
وكان
من شهدائكم فيها عبد الله بن عمرو بن
حرام الخزرجي الأنصاري[3] والد
جابر بن عبد الله، ذلك الذي شهد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء
الاثني عشر، وشهد بدرا، وأحدا، ولما بكاه بعض أهله قال لهم النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ابكوه أو لا