اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 59
وقد
كان رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
يكثر من زيارتهم، وقد حدث بعضهم، قال: كان النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم يأتي
قبور الشهداء عند رأس الحول، فيقول: (السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) [1]
ج. شهداء آخرون:
وبعد
تينك الغزوتين اللتين أبليتم فيها بلاء حسنا، اكتشف أعداءكم من المشركين واليهود
وغيرهم قوتكم ومنعتكم، ولذلك لم تحصل أي معركة تشبههما، لكن حصلت الكثير من
الأحداث التي استدعت جهادكم، وقدمتم فيها الكثير من البطولات، وسار فيها منكم
الكثير من الشهداء.
ومن
تلك الأحداث ما يعرف بغزوة مؤتة بأدنى البلقاء دون دمشق في جمادى الأولى سنة ثمان
من الهجرة، والتي أمّر فيها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم ثلاثة من القادة، كلهم
استشهدوا في سبيل الله.
فقد
حدث عمر بن الحكم عن أبيه أن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم صلّى الظهر، ثم جلس، وجلس أصحابه حوله، ثم قال:
(زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر، فعبد
الله بن رواحة، فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون رجلا منهم فليجعلوه
عليهم)
وقد
ثارت حينها بعض النفوس التي لم تعرف جيدا القيم الإسلامية، حيث استغربت توليه زيد
القيادة مع أنه لم يكن قرشيا، وقد ذكر ذلك عبد الله بن عمر، فقال: (بعث النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم بعثا وأمر عليهم
أسامة بن زيد، فطعن بعض الناس في إمارته، وقالوا: يستعمل هذا الغلام على المهاجرين
فقام رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم فقال بعد أن حمد الله وأثنى