responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53

وقد كان في الوقت الذي فر فيه الخائفون من سطوات السيوف قريبا من رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يذب عنه، ويقيه بنفسه، وقد شهد له رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بذلك، فقال: (ما شبهته يومئذ إلا بالجُنة، ما أوتى من ناحية إلا وقاني) [1]

وكان من شهدائكم فيها سعد بن الرَّبيع الخزرجي الأنصاري[2]، ذلك الذي كان أحد نقباء الأنصار، وكان كاتبا في الجاهلية، وشهد العقبة الأولى والثانية، وشهد بدرا.ذلك الذي مثل الأخوة الإيمانية في أرقى مراتبها، فقد روي أنه a آخى بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، وكان كثير المال، فقال له: (قد علمت الأنصار أني من أكثرها مالا، سأقسم بيني وبينك شطرين)[3]وبعد غزوة أحد، أمر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أن يلتمس في القتلى، فقال: (من يأتيني بخبر سعد بن الربيع، فإني رأيت الأسنة قد أشرعت إليه؟)، فذهب بعضهم يبحث عنه بين القتلى، فوجده، وبه رمق، فقال له: (اذهب إليه a فأقرئه مني السلام، وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وأني قد أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم وواحد منهم حي) [4]وفي رواية أنه قال له: (اقرأ على قومي السلام وقل لهم يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم ليلة العقبة، فوالله مالكم عند الله عذر إن خلص


[1] ابن سعد، الطبقات الكبرى: 2/44.

[2] ابن سعد، الطبقات الكبرى: 3/522، وابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196.

[3] البخاري،: 7/112-113، 9/231، أما باقي الحديث، فلا نرى صحته، خاصة وأن العرب كانت تأنف من ذلك أنفة شديدة.

[4] ابن عبد البر، الاستيعاب: 2/34-35، وابن الأثير، أسد الغابة: 2/196-197.

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست