اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 52
وقد كان من الذين أوذوا في الله، فعندما
سمع أهله بإسلامه، أوثقوه، فلم يزل محبوسا إلى أن هرب مع من هاجر إلى الحبشة، ثم
رجع إلى مكة فهاجر إلى المدينة بعد العقبة الأولى ليعلم الناس القرآن ويصلي بهم،
فقد كان مع ابن أم مكتوم أول من قدم المدينة، وكانا يقرئان أهلها القرآن الكريم..
وبذلك كان أول سفير وداعية للإسلام.
وقد منّ الله عليه بالجهاد في غزوة بدر،
ثم شارك في أحد، وكان الصحابة الذين تأخرت وفاتهم يذكرونه، ويغبطونه على شهادته،
ويذكرون أنه (ممن مضى، ولم يأخذ من أجره شيئا، فقد ترك نمرة إذا غُطي بها رأسه بدت
رجلاه، وإذا غُطيت بها رجلاه بدا رأسه، فأمر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يُغطى رأسه، ويجعل على
رجليه شيء من إذخر) [1]
وقد
مر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عليه حين رجع من أحد،
فوقف عليه وعلى أصحابه، فقال: (أشهد أنكم أحياء عند الله، فزوروهم وسلموا عليهم
فوالذي نفس محمد بيده لا يسلم عليهم أحد إلا ردوا عليه إلى يوم القيامة)، ثم قرأ
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم قوله
تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ
عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا
بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ [الأحزاب: 23])[2]
وكان
من شهدائكم فيها شماس بن عثمان المخزومي[3]، وكان مثل أخيه مصعب من
فتيان قريش الذين عرفوا بالجمال والرفاهية، ولذلك لقب بهذا اللقب، وقد كان من
السابقين إلى الإسلام، وهاجر إلى الحبشة، ثم شهد بدرا، واستشهد يوم أحد.