اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 44
فيقولون
في الرابعة: تردّ أرواحنا في أجسادنا فنقتل كما قتلنا) [1]
لقد
سار منكم إلى الله في تلك المعركة أصحاب طاهرون طيبون، أبلوا أحسن البلاء إلى أن
لقوا الله تعالى، وهو عنهم راض..
لاشك
أنكم تعرفون أول من طعن منكم، ثم استشهد بعدها.. إنه عبيدة بن الحارث، ذلك الذي
أمره رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن
يقوم بمبارزة المشركين، هو وعمه حمزة، وأخوه علي..
إنه
ذلك الفارس البطل في الجاهلية والإسلام، ذلك القريب السابق، الذي أسلم قبل دخول
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم دار الأرقم، وكان ثاني
قائد عقد له النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم لواء في الإسلام، حينما
بعثه للقيام بدورية استطلاع في السنة الأولى من الهجرة، تلك التي التقت بأبي سفيان
في ثنية المرة[2].
وقد
اختاره رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم حتى يبين للمسلمين وغيرهم أن
أول من يقدم التضحيات هم أقاربه.. وقد شاء الله أن يكون أول من طعن، وفيه وفي
أخويه، وفي أعدائهما من المشركين نزل قوله تعالى: ﴿ هَذَانِ خَصْمَانِ
اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ
نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ﴾ [الحج: 19]، وفي
مقابلهم نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا
حَرِيرٌ﴾ [الحج: 23]
[1] رواه الطبراني بسند رجاله ثقات، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير
العباد (4/ 75)
[2] الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (4 /209-210)
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 44