responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43

في الحرب، صدق في اللّقاء، لعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك، ولعلك خرجت لأمر فأحدث الله غيره، فسر بنا على بركة الله، فنحن عن يمينك وشمالك، وبين يديك وخلفك، ولا نكوننّ كالذين قالوا لموسى: ﴿فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ﴾ [المائدة: 24]،ولكن اذهب أنت وربّك فقاتلا إنا معكما متّبعون) [1]

بعد أن اطمأن رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم إلى وجود أمثالكم من الصادقين، قال: (سيروا على بركة الله، وأبشروا، فإن الله تعالى وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني الآن أنظر إلى مصارع القوم)

في تلك المعركة ـ ككل المعارك ـ لم ينجح الجميع في الاختبار، حيث أن طائفة من الناس، نكلت عن عهودها، وراحت تبرر ذلك بأصناف التبريرات، مثلهم مثل أولئك الإسرائيليين الذين قعدوا عن النصرة، بعد أن امتلأوا بالجبن.

لكنكم سادتي لم تكونوا هذا النوع، بل نجحتم في الاختبار، وكانت شهادتكم في سبيل الله أحسن برهان على هذا النجاح الذي وقعتموه بدمائكم..وقد أخبرنا رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم أنكم بعد شهادتكم ظللتم ثابتين، بل تمنيتم أن يعيدكم الله للدنيا، لتستشهدوا من جديد، قال ابن مسعود يروي ذلك: (إن الثمانية عشر الذين قتلوا من أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يوم بدر جعل الله أرواحهم في الجنة في جوف طير خضر تسرح في الجنّة، فبينما هم كذلك إذ اطّلع عليهم ربّهم اطّلاعة فقال: يا عبادي، ماذا تشتهون؟ فقالوا: يا ربنا هل فوق هذا من شيء؟ قال: فيقول: يا عبادي، ماذا تشتهون؟


[1] دلائل النبوة للبيهقي (3/ 107)

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست