responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252

صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام: 115] فندر الثُّلُث الآخر، فبرقت برقة رأيتها أيضا، ثم ضرب الثالثة، وقال: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ [الأنعام: 115] فندر الثُّلُث الباقي، وخرج رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم فأخذ رداءه وجلس.

حينها رحت تسأله قائلا: (يا رسول الله، رأيتك حين ضربت، ما تضرب ضربة إلا كانت معها برقة)، فقال رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم: (يا سلمان، رأيتَ ذلك؟)، فقلت: (إي والذي بعثك بالحق يا رسول الله)، فقال a: (فإني حين ضربت الضربة الأولى رفعت لي مدائن كسرى وما حولها ومدائن كثيرة، حتى رأيتها بعيني.. ثم ضربت الضربة الثانية، فرفعت لي مدائن قيصر وما حولها، حتى رأيتها بعيني.. ثم ضربت الثالثة، فرفعت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتى رأيتها بعيني)[1] وهكذا سرعان ما تعلمت فنون الحكمة، وكيف لا تفعل ذلك، وأنت مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم بكل كيانك، وقد أقر رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم لك بذلك، فقد روي أنه آخى بينك وبين أبي الدّرداء، فزرته، فرأيته يضيق على نفسه وأهله، فقلت له ناصحا: (إنّ لربّك عليك حقّا، ولنفسك عليك حقّا. ولأهلك عليك حقّا، فأعط كلّ ذي حقّ حقّه)، وعندما أتى النّبيّ a، فذكر ذلك له، قال a: (صدق سلمان) [2]

وهكذا كنت مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم تنهل من الحقائق والقيم وتتمسك بها بكل كيانك إلى أن توفاه الله تعالى.. حينها رحت تتمسك بكل الوصايا التي أوصى بها، وتنفذها بكل


[1] أبو داود (4302) والنسائي (6/43)

[2] البخاري 13/151

اسم الکتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست